الهباء المنثور في عيون كولورادو


   








الهباء المنثور في عيون كولورادو
أحاديث منتدى الغرابةحكايات من نسج الخيال
محمد المهدي الحسني

الأحد 7 إبريل 2013


المحتوى :

مقدمة القيدوم
إرشاد معلق في الثريا
مهمة الهباء المنثور
سلاح الرعب
نعي الوتد المغموم
تنصيب أوتاد
تآزرات وتآزرات...
بركات بقية الله
شكوى غريبة في طريق التغريبة الثالثة
الصحف التسلوية المفقودة
شاشة في مجمع اليومين
نشر تقنيات الطاقة المجانية في المجال الحامي
اقتصاد الكفاية بدون نفط
حسد حلف أبناء سام ورد فعلهم
قومة الشعوب والهرج والمرج
الإسماعيلية الجديدة  في مواجهة البرغواطية الجديدة
زوال الدولة العربية الهجينة











من بلاد أبناء حام، سنة 2056 ! 
بعد ثورة الشعوب التي عمت العالم انطلاقا من تونس… 
حكايات من عوالم الشهادة، والخيال، والغيب، والبرازخ التي بينها، لا يقيدها عقال…
فمن ربط أحداثها أو أشخاصها بما هو موجود في الوجود، فليتحمل تبعات الجحود بتنزيه الخيال عن القيود والحدود…
ولقد رُفِعَ الْقَلَمُ عَنِ الحالم حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ المتخيل حَتَّى يعقل”.







الهباء المنثور في عيون كولورادو

أحاديث منتدى الغرابة
حكايات من نسج الخيال



جاء موعد الجمعة التي يتكلم فيها الشباب في نادي الغرابة. ربط خط التواصل بالنوادي المتتبعة لأنشطته في الولايات الحامية المتحدة. انبرى قيدوم  شيوخ ربيع الشعوب أمام الجموع الزائرة للنادي في مدينة إمهواش، للتمهيد لكلام الشباب.

مقدمة القيدوم

قال شيخ شيوخ الربيع في كلمة بين يدي عرض  الفتى فبرايار: جاء دور الشباب في رواية القصص الباعث لعبادة التفكر، عملا بأمر الحكيم الخبير عز وجل : {{ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ))[الأعراف:176]. ولقد رأيتم بركة الثقافة الجديدة التي تفجرت انطلاقا من منتداهم، لما صممت ثلة منهم على المضي في بعث ثقافة السطوع والتحقق في مراتب العلم النافع. ولم يتم ذلك إلا بعد بعث عبادة التفكر التي توقفت عند المسلمين منذ عهد دولة الموحدين الحامية، شح الزمان بعده بالإتيان بالرجال العظام... بعد أن فسدت مناهج وبرامج التربية والتعليم لما تولى أمر توجيهها الخرافيون من المتصوفة، أو المتشددون من الفقهاء، أو المقلدون من علماء النظر العقلي.  فكأن مفتاح التحقق في العلوم الكشفية قد فقد. وكأن باب الاجتهاد في علوم الشريعة قد أغلق. وكأن الإبداع في علوم الطبيعة قد تعطل... فلما كانت الطبيعة لا تقبل الفراغ، تولى وظيفة وضع مناهج وبرامج التربية والتعليم، أعداء الأمة فلوثوا علوم الشريعة وعطلوها... واحتكروا علوم الطبيعة ومنعوا المسلمين من أي إبداع فيها.
والتفكر/ العبادة التي أنتم له مجددون في منتديات الغرابة، هو التفكر المحمود الذي يوشك أن يرقى إلى مستوى البحث العلمي بالمفهوم العصري، ويزيد عليه بما يستمده العقل المسدد بالوحي من فهم. ويتدرج بتؤدة عبر عدة مراحل:
· مرحلة الملاحظة والوصف العلمي الدقيق لعجيب صنع الله، للجواب على سؤال الماهية؛
· مرحلة التعرف على قوانين وسنن الله في خلقه والاستفادة منها لابتكار وسائل تسخير الكون، هذا  للجواب على سؤال الكيف؛
· مرحلة الترقي في مراتب العدل في مفهومه الشمولي الذي يحكم بقوانين الله الكونية وأحكامه الشرعية، ثم الإحسان بالنوافل في القربات اللازم والمتعدي نفعها للأقرب فالأقرب من البشر ولسائر المخلوقات الحية من نبات وحيوان، ولكل عناصر الطبيعية من مياه وهواء ومعادن...  كل هذا للجواب على تساؤل "لماذا؟" الذي يوضح الغايات الاستخلافية والوجودية في الدنيا والآخرة.
التفكر المسدد الذي يتعدى نفعه للبشرية، يسبح في الحقائق مستنيرا بفقه التجديد الصالح للقرن، العارض لرسالة رب للعالمين في حلة راقية مقبولة، تكلم الناس بلسان العصر. فهو يقتضي:
· أولا الفهم العميق لكلمات الله الكونية وهي السنن الجاري حكمها على الخلق، وهي القوانين العلمية التي أوجدها الله وكشف عنها للإنسان شيئا فشيئا، لأنه مفطور على اكتشافها. إنها تلك السنن التي تتحكم بأمر الله في تسخير الكون للإنسان كقوانين الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا وغيرها ؛
· ثانيا الفهم الصحيح لكلمات الله الشرعية التي تبين لنا الغايات وتسن لنا قوانين لتدبير أمر الإنسان في بعده الفردي والجماعي؛
· ثالثا الإلمام بعناصر الربط بينهما لتصحيح مسيرة الإنسان ولرسم الاختيارات المستقبلية التي تصلح للمكان والزمان الذي نعيش فيه، في إطار ما يمكن تسميته هندسة التغيير المجتمعي نحو المجتمع الراشد الخليفة في الكون.
إنها الشروط التي ينبغي أن تتوفر في فقه التجديد الذي يستنير به مجدد القرن، حسب الاصطلاح السني، وهو القطب حسب الاصطلاح الصوفي، وهو حجة الله في أرضه، حسب اصطلاح علي كرم الله وجهه، وهو خليفة المهدي حسب الاصطلاح الشيعي، وغيرها من الأسماء و (لا مُشَاحَّة في الاصطلاح): إذ أن الخلاف إذا كان واقعًا في الأمور الاصطلاحية فإنه لا ينبني عليه حكمٌ، ولا اعتبارَ به، حسب قواعد علم الأصول.
فلما توقف العقل العربي عن عبادة التفكر التي ورد في الحديث عنها: "تفكّر ساعة خير من عبادة سنة"، توقف عنها منذ قرون الانحطاط، اصطفى ربنا غيرهم من العجم للمضي بالمسيرة البشرية في اكتشاف أسرار الطبيعة ونفائس الشريعة المحفوظة من تزوير عصاة بني إسرائيل. وقد ذكر لنا فبرايار واحدا منهم وهو  القديس نيكولا تيسلا، في قصة "أسرار مغارة الجذب". وذكر لنا الشيوخ نماذج منهم في علماء الثريا المسلمين الظاهر أمرهم في بلاد فارس في هذا الزمان.
 فإن كنتم تتذكرون ما قال لكم عنه في قصته الأخيرة... فلم يكمل الشيخ كلامه حتى وقف شاب وقدم نفسه من مدينة كهف النسور، وقال : أتذكر أن أخانا فبرايار شاغبه عقله إذ قال يخاطبه: أنت الآن مطالب بتحديد مهام خدمتك المقبلة "لمؤسسة الحزين العلمية". فلا ينفعها منك، ولا ينفعك منها إلا حركة الإبداع، ونبذ كسل الاتباع، فلقد انفطمت عن الرضاع. فارفع عنكما تهمة الرعاع... واستعد لتغريبة إلى منابع كولورادو،  في مهمتك المقبلة.
فاغتنمها قيدوم الشيوخ للولوج في الموضوع فقال:  الكلمة إذن لصاحبنا فبرايار لقص القصص الباعث لعبادة التفكر، فلا ينبئك مثل خبير... في ما جرت به المقادير، من بديع تدبيرالخالق القدير، وبركة فيض محبة البشير النذير، الهادي إلى الصراط  المستقيم.

إرشاد معلق في الثريا

تقدم الفتى فبرايار فاستغفر الله من سخيف الدعوى واستعاذ من شر البلوى وقال: ذكَّرنا الأخ الزائر من كهف النسور بحديث العقل المشاغب الذي يوشك أن يملي لصاحبه أنه هو القطب الذي تدور عليه الدنيا. فهلا ذكرتهم يا أخي بأهل الفضل علينا من أمثال الشيخ السوسي مداوي الكلوم، فهو الذي كان ملهما لخطرات الأفكار التي التقطها العقل المدلل. ألم يصرح لي مداوي الكلوم، أن النظر في أمري اقتضى أن أكون خبيرا لمؤسسة الحزين للأبحاث والعلوم الاستشرافية التي ابتدأت معها العمل، وباحثا لها عن أسرار منارة "تسلا" في منابع كولورادو. ولقد كان حريصا على رفع الهمم إلى مستوى الثريا إذ قال يحفزني: فلربما سرى فيك طيف روح علي كرم الله وجهه، وروح جعفر الصادق رضي الله عنه،  فترشد الناس إلى ما في رقع الجفر من أسرار حول الهباء... وهو السر الذي كان يحرك القديس "تسلا"، في عيون كولورادو، حيث كان يجري أبحاثه حول طاقة جزيئات "هيك" المنتشرة في أرجاء الكون.

مهمة الهباء المنثور

فكان علي أن أتفق مع مؤسسة الحزين على تفاصيل المهمة التي حددتها لنفسي بعد أن كانت مطوية في لفائف خطرات مخيلتي. وكانت جلسات العروض السمعية البصرية للأفكار العامة، من أجل إقناع خبراء المؤسسة بثقلها في ميزان السماء والأرض، وبخفتها على أهل الخطوات المطويات في الزمان الافتراضي وفي المكان الخيالي.
الثريا
كان خبراء مؤسسة الحزين على علم بمنجزات علماء الثريا في مجال الطاقة النظيفة المجانية للجميع. وهم علماء فارس الذين مدحهم النبي صلى الله عليه وسلم لما قال : " لو أن العلم في الثريا لتناوله رجال من أبناء فارس". حديث صحيح،  والثريا نجم في السماء يبعد عن الأرض بأربعمائة سنة ضوئية.
 أراد ممثل المهدي في بلاد فارس لهذا الزمان، نشر تلك الاكتشافات بين العباد من أجل تطبيق حكم الشريعة القاضي بشراكة الناس في الماء والكلأ والنار، فقال لهم : سدوا تلك الآبار النفطية، ولتكن بداية جديدة لعصر الطاقة النظيفة المتاحة للجميع. لكن كم كانت شراسة معارضة حلف العصاة من أبناء سام لكل من سولت له نفسه فطم الناس عن الطاقة الملوثة.


وثيقة تسليم فلسطين للصهاينة 


والحلف المذكور، بني على تقارب في الطبيعة المحتكرة والمحبة لسفك الدماء، طبع عليها الأعراب النواصب وكذلك عصاة بني إسرائيل. وهو الحلف الذي أسس بنيانه على البيترودولار، فهو على جرف هار، لتعطيله لقانون الشراكة، زيادة على ترخيصه للاحتكار، وجلبه للأضرار الناجمة عن تلويث البيئة.




أهم أهداف المهمة التي تعاقدت مع مؤسسة الحزين لإنجازها، كان نشر تلك التكنولوجيا المنتجة للطاقة المجانية النظيفة في البلاد الحامية. ذلك من أجل الاستغناء عن نفط الأعراب النواصب، وعن دولار أوليائهم عصاة بني إسرائيل... فيتحرر الناس من سطوتهم. ويتم التداول على الأيام بينهم وبين أبناء حام في مصر وإفريقيا وبلاد مازغ، وأمريكا وحلفائهم الجدد في إيران والقارة الهندية. فتنطلق حضارة "الكرافين" عوض "السيليكون" والطاقة النووية الباردة وغيرها من الطاقات المجانية النظيفة، عوض الطاقة الذرية الانشطارية أو النووية الانصهارية العنيفة التي ضيعت أبحاث التحكم فيها ملايير الملايير من الدولارات مثل ما حدث لبرنامج "طوكاماك". ولقد مر الكلام بتفصيل في الموضوع في قصة مغارة الجذب.

سلاح الرعب

بعد الاستعانة بتنبؤات نظرية الاستقطاب الرباعي التي مر الكلام عليها في قصة الاستقطاب، توقع العقلاء رد فعل حلف الدجال المؤلف بين الأعراب النواصب وبين عصاة بني إسرائيل. من أجل ذلك ارتأيت أن يكون الهدف الثاني من المهمة المقترحة على مؤسسة الحزين البحث عن أسرار الهباء العلوي نسبة إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. وربطها بأسرار البرق التسلوي نسبة إلى "تسلا"،عسى أن أكتشف سر السلاح الذي يشل حركة الجيوش بالرعب الذي خص الله به نبي الرحمة المهداة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان سيدنا علي كرم الله وجهه من أبهر تجلياته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أُعْطِيتُ خمسًا، لم يعطهن أحد قبلي: نُصِرتُ بالرعب مسيرة شهر، وجُعِلَت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة) صحيح البخاري وصحيح مسلم.
ولقد كان ذلك السر من أهم مطالب العقلاء عبر العالم لشل حركة السفاكين للدماء في حلف الدجال، دون أن يقترف حلف الصالحين المرشحين للاستخلاف نفس الجرائم، من إهلاك للحرث والنسل، وقتل للنفس التي حرم الله، خاصة في صفوف المؤمنين. ومن الموافقات المحزنة وقت كتابة هذه السطور سماع خبر اغتيال عالم الشام المقتدر محمد سعيد البوطي، اغتاله الشباب المغرر بهم من لدن المخابرات التابعة لحكام الأعراب النواصب والخاضعة لتوجيهات المخابرات الصهيونية. 

نعي الوتد المغموم

اتفقت إذن مع مؤسسة الحزين على المهمة الجديدة، وبدأت أتحين الفرص للشروع فيها. لبثت مدة أرصد نفس الرحمان يأتيني بمفاتيح الحكمة. ظننت أن عبيره سيأتيني من جهة اليمن، فتغيرت ترقبات الأرصاد لما فاجأني ذلك الخبر المؤلم الذي يقتضي البدار البدار في الحركة القاصدة لتغيير المسار. فلقد فجع العالم في وتد الشام. فيوشك أن يؤتى المسلمون من تلك الجهة.     
فلما وصل خبر موت وتد الشام المغموم الذي كان لي معه لقاء سابق في عالم البرازخ، ذكرت تفاصيله في قصة الغرقد، توكلت على الله وسافرت إلى المشرق، ممتطيا صهوة "المسراء"، بكسر الميم، ألتمس سببا قرب المنارة البيضاء، شرقي دمشق، يدلني على الوتد الجديد الذي يحفظ الله به عباده من جهة الشمال. كان الكون بإسره ينتظره على أحر من الجمر، لكي يحقن الدم العربي الذي سال بغزارة تلك الأيام التي تبعت ربيع الشعوب. فلما دخلت دمشق من أبوابها الشرقية سمعت دقات لا تنقطع لأجراس الكنائس هناك، فقيل لي لما سألت عن سرها: هي تعبيرات الحزن والأسى على موت العالم المغموم،  صدرت عن النصارى الذين مدحهم قرآننا في قوله تعالى: {{ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}}: [المائدة:83] .
المنارة البيضاء شرقي دمشق
فنفث في روعي أن ذلك الحدث من إرهاصات الحديث الذي أنبأنا فيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله عن نزول النبي عيسى عليه السلام في آخر الزمان ليساعد المهدي في قتال الدجال.
الحديث في صحيح مسلم وفيه: {... فَبَيْنَمَا هُوَ)  أي الدجال( كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِىَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأَسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلاَ يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلاَّ مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِى حَيْثُ يَنْتَهِى طَرْفُهُ،  فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ...} الحديث في صحيح مسلم.
فقلت في نفسي: لا بد أن تكون علاقة ما أبحث عنه من ذلك السلاح المشل بالرعب،  بما أخبر به هذا الحديث من التآزر الذي حصل بين سيدنا عيسى عليه السلام، وبين مهدي آخر الزمان. سلاح رهيب من المدد العيسوي، يبث بسرعة البرق!! "وَنَفَسُهُ يَنْتَهِى حَيْثُ يَنْتَهِى طَرْفُهُ"!!  يشل تحركات حلف الدجال!!  ذلك هو المطلوب الثاني في مهمتنا الحالية التي سميناها " مهمة الهباء المبثوث في عيون كولورادو".

تنصيب وتد الشام الجديد

كنت قرب المنارة البيضاء شرقي دمشق مستغرقا في التفكر في ذلك الحديث العجيب المذكور في علم الفتن.  فلم أقو على التركيز بسبب هدير الحرب الدائرة رحاها في دمشق.
العرب وفضيحة الزمان
العرب ومنظر الأشلاء
رافضة العرب في خدمة المشروع الصهيوني
الوهابية التفجيرية وحب الدماء
 فأخذتني سنة ذلك النوم الذي يهجم على المجاهد في ساحات الوغى من غير حول له ولا قوة، وهو من فيض كلمات الحفيظ: {{ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ...}} "آل عمران ؛ 154". فتغشاني طيف ذلك الروح العيسوي الذي كان لي مساعدا في قصة الغرقد... فكانت سفرة غريبة أخرى معه عبر الأبعاد المطوية في عالم الشهادة، المبسوطة في عالم البرزخ المنامي وعالم الغيب الوجداني، حيث لا زمان ولا مكان. قال لي مخاطبا بلسان صلصلة الأجراس برموزها المسموعة في بداية الوحي: كنت واثقا من رجوعك إلى المكان الذي منه  تظهر البدع والضلالات ومنه تزول. ذلك هو القدر المكتوب في صحيفة دمشق ومنارتها البيضاء. ولم تتصف بالبياض إلا بعد محو الضلالات ومحق البدع... ولقد ذكرت لك منها عقائد بولوس المؤلهة للنبي عيسى عليه السلام،  وعقائد النصب الأموي القاتل لحفيد الرسول صلى الله عليه وسلم،  وعقائد القومية العروبية الفاشية، والغلو الرافضي الأعمى، والتكفيرية التفجيرية والحشاشية وغيرها كثير...
فلما سكتت صلصلة الأجراس الناعية للبوطي، وسكن غمي من هول ما نفث في روعي ووعيته من خطاب طيف الروح العيسوي العظيم، أردت أن أطلعه على أسباب سفرتي ومهمتي الجديدة. فسكت صبرا وحلما، فهو المطلع على ما كان وما سيكون من إرهاصات ليوم الملحمة الكبرى. فلربما كان مني قصور في التعبير عن هواجسي وغمي وهمي عما صارت إليه أحوال العرب الحشاشين التفجيريين والمسلمين العاجزين القاعدين. فسارع في تصويب هدفي وتصحيح وجهتي لتسديد قصدي وتوضيح مهمتي في هذه الدنيا الفانية.
قال لي بلغة النفث في الروع: انطلق بنا وتجلد واصبر، {{فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا}}.
برج "أعل هبل" فوق المسجد الحرام
انصهرت في طيف الروح العظيم وسرى بي ليلا من المنارة البيضاء إلى جبل النور قرب بيت الله الحرام في مكة.
فكنا وما كنا حاضرين في مجمع الأوتاد الأربعة. بيننا وبينهم حجاب البرازخ الوجودية. رأيناهم في لقاء تنصيب وتد الشام الجديد، بعد  استشهاد  الوتد المغموم رحمة الله عليه. وقد كان من حسناته تزويدي بشطر من السر الفاسخ لسحر الغرقد كما سبق تبيانه في المهمة السابقة. وكان مما أثار انتباهي غضبهم على حجب رؤية المسجد الحرام من ذلك الغار سببه جريمة التعالي في البنيان، سلب الله عقول النواصب فاستهانوا من تحذير التطاول في البنيان، فكان ذلك من بين أسباب النقم التي حلت بدار السفهاء المضيعين لثروات المسلمين والمحطمين لثرات الإنسانية الأثري العظيم.
غار حيراء في جبل النور

فلما انتهى مجلس جبل النور، دفعني الروح العظيم تجاه وتد المشرق كما في المهمة  الأولى، وقال : سينبئك وتد المشرق بما ينفعك في مهمتك مما دار عليه الحديث في لقائهم. وزودني بصحف مطوية، فيها ما فيها من علوم الجفر الهبائية، قال إنها ستساعدني في مهمتي. ثم تركني في الوجهة التي سلكها وتد المشرق...

تآزرات وتآزرات...

فلما سامتت وتد المشرق  في الخطوة، استقبلني ببشاشة وحبور وتبادلنا التحيات الزاكيات، وقال : درج وتد الشمال فبادرنا بتعويضه. ولقد درج قبله وتد المغرب بعد انتهاء مهمتك الماضية : " أسرارمغارة الجذب"، بأربعة أيام، رمزا للربيع وللأوتاد الأربعة، فلم نعجل بتعيين خلفه، لأن الملائكة في أقطار السماء والأرض ضجت إلى ربها من هول ما يقع في الشام من سفك لدماء العرب.

وإذا الموؤودة  سؤلت...

لا حياة لمن تنادي

فلما سألته عن رابعهم في المجلس وقد ظننت أنه وتد المغرب الجديد، أجابني قائلا: رابعنا كان هو الرجل الصالح... فلا تسألني عما لم يحن كشفه لك. وقم بنا إلى إنجاز ما ينتظرنا من مهمات خطيرة في عيون كولورادو. وأي الوجهات سلكنا انطلاقا من هذا المكان في مكة الذي شهد تآزرا محمديا علويا في ليلة انطلاق رحلة الهجرة، سوف تؤدي بنا إلى مجمع اليومين. إنما طريق التغريبة هي التي حددها النفر الأربعة، من أجل التزود بما يصلح لمهمتك من العلوم الهبائية المبثوثة في طريقك القاصد.
قلت له لماذا مجمع اليومين؟ فأجاب: هي النقطة التي تتسع لصلاحيات وتد المشرق ولصلاحيات وتد المغرب، إذ أن أمر المهمة جلل، يقتضي استمطار بركات تآزر وتد المشرق ووتد المغرب ومدد تآزرات مرت في الماضي كانت مصيرية في تاريخ البشرية.

· تآزر محمدي علوي

تآزرات من قبيل قول محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله لعي بن أبي طالب كرم الله وجهه: ( أما ترضى أن تكونَ مني بمنزلة هارون من موسى، غيرَ أنه لا نبيَّ بعدي ) رواه البخاري ومسلم ..
تآزر ممتد عبر تاريخ البشرية يستنبط من الحديث الذي أخرجه ابن عساكر في تاريخه، وعنه السيوطي في الدرّ المنثور: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، خطب فقال : « إنّ الله أمر موسى وهارون أن يتبوّءا لقومهما بيوتاً، وأمرهما أنْ لا يبيت في مسجدهما جنب، ولا يقربوا فيه النساء، إلاّ هارون وذريّته، ولا يحلّ لأحد أن يقرب النساء في مسجدي هذا ولا يبيت فيه جنب إلاّ علي وذريّته » .

· تعاون موسوي هاروني: من قبيل كلمات {{... اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي،  وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي، كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا، وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا }}: سورة طه؛ آية 32؛

· تعاون موسوي خضري : من قبيل ما حدث في مجمع البحرين بين موسى والعبد الصالح ...

قال وتد المشرق: وسوف تقف يا فتى على بركة هذا التعاون في مهمتك، لأن ما جرت به المقادير في عاجل ما استقبلناه من أيام، هو أقرب ما يكون من الفتن التي حذر منها البشير النذير سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم وعلى آله، فأوصانا بوصيته المفزعة حيث قال: "إنَّ بيْنَ يَدَيِ السَّاعةِ فِتَنًا كقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِم، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فيها مُؤْمِنًا ويُمْسِي كافرًا ويُمسى مؤمنًا ويُصبِحُ كافرًا، القاعدُ فيها خيرٌ من القائِم، والماشي فيها خير من الساعي فكسِّروا قسِيَّكم وقطِّعوا أوتارَكم واضْرِبُوا سيوفَكم بالحجارة، فإنْ دخل -يعني على أحد منكم- فلْيَكُنْ كخَيْرِ ابنَيْ آدم" (رواه أبو داود). وخير ابني آدم هو المقتول هابيل لا القاتل قابيل، المشار إليهما في القرآن الكريم: {{ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ }} " المائدة: 30".

فهو نهي صريح على سفك دماء أهل القبلة، وذلك ما حركك للبحث عن السلاح الذي ينصر بالرعب فلا دماء فيه إلا دماء  الخيار من شهادة أو انتحار... شهادة المظلوم ليرتفع أعلى الدرجات في الجنان، وانتحار الظالم ليتبوأ أسفل الدركات في السعير.
قال الفتى فبرايار في قصته الغريبة التي ينصت لها الملايين من المتتبعين عبر العالم أثناء اندلاع الحرب الصهيوأعرابية على أهل فارس في المشرق: فلم أدر كيف نفث في روعي فخرجت من نفَسي كلمات عبر مخارج الحروف الفلكية، قالت لوتد المشرق: هي وصية لم يسر حكمها إلا بعد استشهاد آخر الخلفاء الراشدين، الإمام علي كرم الله وجهه. أما قبلها فالحكم لوصية حديث قال فيه المحدث:  صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ: كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا فَقَالَ:" أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ فَتَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ".
فضحك وتد المشرق فقلت له ما يضحكك؟ فقال: أنتم أهل المغرب تيسرون العسير بفهمكم لكتاب الله وسنة نبيه. أصحابي في المشرق يعقدون المسائل إلى درجة البراعة في الاختلاف المؤدي للنزاع . فهم أقرب إلى عصيان ربهم من عصيان ولاة الأمر. ذلك أنهم أعرضوا عن موعظة ربهم:{{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}}. فلذلك ظهر الهرج والمرج في المشرق أكثر مما ظهر في المغرب... فأهل الشام قيل عنهم أهل نصب وعداء لعلي وعترته... وأهل العراق قيل عنهم أهل الشقاق والنفاق. انظر إلى اختلافهم في التعامل مع الحديث الذي ذكرته، قال السلفيون منهم هو حديث صحيح طمعا في توظيفه لنصرة أمراء النفط المتحالفين مع عصاة بني إسرائيل... وقال الروافض منهم حديث مطعون فيه لأن رواته كلهم من الشام، وهم أول من أسس لبدعة النواصب...
مع أن الحديث المذكور يعضد حجتهم في وجوب اتباع علي كرم الله وجهه، فهو آخر من انتهت إليه الخلافة الراشدة فهم يرفضونه بسبب روايته ممن كان مقر إقامته في حمص من الصحابة...
ثم جاء دوري في الضحك بعدما شعرت بحميمية تجاه  صاحبي. قال ما يضحكك؟ قلت له : لقد زاد تعلق الأعراب بحديث طاعة أولي الأمر لما جاء دور أولاد حام في تداول الأيام فقبلوا الخضوع للبيت الأبيض وقد سكنه الحامي  الحبشي... وهم الذين لا يعترفون بالإمامة إلا في قريش... معرضين عن صريح تقرير رب العالمين: {{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}} : "آل عمران؛ 26".

بركات بقية الله

رفع الفتى فبرايار نبرة صوته لكي يوقظ شبابا في منتدى الغرابة غشيهم شيء من ذلك النعاس الآمن الذي وصفناه. لقد ضجروا من سماع كل ما يتعلق بالفتنة المنتشر لهيبها في المشرق... قال الفتى منبها: اسمعوا يا شباب الربيع الإسلامي، ما دار بيني وبين وتد المشرق من حديث لم يكن أثناء الطريق الذي تقطع بخطوات العاديات، أو الموريات، المذكرات بالحروب الماضيات. لقد طوى الله لنا الزمكان طيا فما من أشخاص أو أماكن نأتي عليهم  في الحديث إلا و وتحل بنا الخطوات المطويات في زمانهم ومكانهم، فنغرف من بركات تآزراتهم...
هذا علي في مكة وهو نائم في فراش النبي صلى الله عليه وسلم، في أول أيام الهجرة النبوية، شاهدناه بالأبصار الخارقة لأطلال الأبراج التي حطمتها الحرب الأخيرة، جزاءا وفاقا على مافعله النواصب بالآثار الإسلامية التي لا يدانيها في القيمة المعنوية للبشرية أي آثار على وجه الأرض.
ويعلم الله كم كنت أتألم لغم الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي رحمة الله عليه، كمدا على مآثر الإسلام. شأنه شأن الكثير من علماء المسلمين الذين تألموا لما يحدث في الأماكن المقدسة. 
فلما تذكرنا الشهيد البوطي ونحن في سمت موقع دار أمنا خديجة رضي الله عنها، التي حطمتها معاول النواصب نكاية في الزهراء رضي الله عنها، تطايرت حولنا صحف صفراء نائحات، تبكي  المعالم الأثرية التي دمرت، والقبور الزكية التي بعثرت. ترددت كلمات البوطي المغموم، قال رضي الله عنه: ما أعلم أن العالم الإسلامي أجمع في استيائه من أمرٍ من الأمور في عصر من العصور كاستيائه من هذا الذي يقدم عليه الأخوة مسؤولو المملكة وعلماؤها اليوم من إخلاء مكة والمدينة وما حولهما من سائر الآثار المتصلة بحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشخصية والنبوية.
آثار دمرتها الوهابية: دار أمنا خديجة

وتمضي صحف الشهيد في شكواها من الوهابية المتطرفة  قائلة: ولا نشك في أنهم يعلمون كما نعلم أن عصور السلف الأولى مرت شاهدة بإجماع على تبرك أولئك السلف بالبقايا التي تذكرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، من دار ولادته، وبيت خديجة رضي الله عنها، ودار أبي أيوب الأنصاري التي استقبلته فنزل فيها، وغيرها من الآثار كبئر أريس وبئر ذي طوى ودار الأرقم.. ثم إن الأجيال التي جاءت فمرت على أعقاب ذلك كانت خير حارس لها وشاهد أمين على ذلك الإجماع، ثم إن العالم الإسلامي كله يفاجأ اليوم بهذه البدعة التي يمزق بها مشايخ نجد إجماع سلف المسلمين وخلفهم الى يومنا هذا، فدار ولادة رسول الله تهدم وتُحول الى سوق للبهائم، ودار ضيافة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحول الى مراحيض!. وتمرّ أيدي المحو والتدمير على كل الآثار التي تناوبت أجيال المسلمين كلهم شرف رعايتها والمحافظة عليها!!

· تآزر لطلب الزيادة في فهم قوانين الشريعة

فلما وصل بدل المشرق إلى ذكر آل البيت وذرية فاطمة رضي الله عنها، وصلت بنا الخطوات المطويات إلى طيبة ولا زال الغم يلفنا، بل ازداد كربنا  لما سامتنا قبر سيد الشهداء حمزة  ونساء الأنصار نائحات على ما حل بمضجعه الكريم. رجعت بنا اللحظات الزمانية إلى أن ربطنا نواحهن بالبكاء على سيد الشهداء حمزة رضي الله عنه، لما تفانين في إرضاء النبي عندما فجع فيه وصعق من المثلة التي اقترفها الكفار بجثته.
معاول التدمير الوهابي طالت مسجد حمزة

عن أنس بن مالك قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد سمع نساء الأنصار يبكين فقال : لكن حمزة لا بواكي له. فبلغ ذلك نساء الأنصار فبكين لحمزة ، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله، ثم إستيقظ وهن يبكين فقال : يا ويحهن ما زلنا يبكين منذ اليوم فليسكتن ولا يبكين على هالك بعد اليوم ، هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وهو أشهر حديث بالمدينة فإن نساء المدينة لا يندبن موتاهن حتى يندبن حمزة وإلى يومنا هذا...
ذلك من العلم الذي حصلنا عليه ببركة تآزر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله مع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. تأكد لنا ساريا في ذريته الطاهرين الطيبين لما قال لصحابته: « سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب علي »، قال : فتكلّم في ذلك ناسٌ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : « أمّا بعد، فإنّي أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، والله ما سددت شيئاً ولا فتحته، ولكن أُمرت بشيء فاتّبعته » .
والعلم الذي حصل سوف ينفعنا في المهمة التي نحن بصددها : رفع ظلم النواصب الذين يحاربون ذرية النبي الظاهر أمرهم  في بلاد فارس.
ومن العلم الذي نلناه ببركة تآزر محمد صلى الله عليه وسلم مع علي رضي الله عنه ، ذلك الفهم العلوي في كتاب الله وفي سنة نبيه، شهد عليه النبي في حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما جاء فيه: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب .  
  
· تآزر لنيل علوم الطبيعة:

فلما وصل الحديث إلى ذكر تآزر موسى وهارون لرفع ظلم الفراعنة من أبناء حام عن بني إسرائيل، وصلت بنا الخطوات المطويات إلى مصر وشاهدنا بعين البصيرة التي تفيض من الدمع تلك الفتن التي ابتلي بها بنو إسرائيل... يسومهم الفراعنة سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ... ورأيناهم قد تواروا عن الأنظار بعدما أوحى الله إلى {{ مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) يونس 87  
فربطنا تآزر موسى وهارون بتآزر محمد وعلي من أجل التغلب على الفتن خاصة بعدما نقش أمامنا في السحاب حديث نبينا محمد صل الله عليه وسلم وعلى آله: « إنّ الله أمر موسى وهارون أن يتبوّءا لقومهما بيوتاً، وأمرهما أنْ لا يبيت في مسجدهما جنب، ولا يقربوا فيه النساء، إلاّ هارون وذريّته، ولا يحلّ لأحد أن يقرب النساء في مسجدي هذا ولا يبيت فيه جنب إلاّ علي وذريّته » . أخرج ابن عساكر في تاريخه، وعنه السيوطي في الدرّ المنثور.
فحصلنا على علم السكينة والبقية التي عضدت ملك طالوت ومن قبله من ملوك بني إسرائيل: {{ وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين. (  البقرة؛ 248 ). وقد اختلفوا في السكينة ما هي قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ريح خجوج هفافة...
علماء القرن الماضي من ذرية آل هارون
وحصلنا على علم الأمة المقتصدة التي تناسلت من ذرية هارون عليه السلام، مجدها ربنا في كتابه الكريم، وظهر عطاؤها للبشرية بواسطة العلماء النوابغ الذين كشف الله لهم عن أسرار قوانين الطبيعة في بداية القرن الماضي، فنشروها ولم يحتكروها مثلما فعل المتأخرون منهم في أمر الطاقة المجانية. 

· تآزر لنيل علوم المكاشفة:

فلما أتى بدل المشرق على ذكر التعاون الموسوي الخضري، وقفنا بعين البصيرة على ما كان من أمر موسى والخضر. وأخذنا ما يصلح للمهمة من العلوم الكشفية التي تعلمها موسى عند الخضر. ذلك أن الله سبحانه أوحى إلى موسى أن هناك عبدا من عباده عنده من العلم ما ليس عند موسى وأخبره أنه إن انطلق إلى مجمع البحرين، وجده هناك. وهناك التقى بالعبد الصالح وطلب منه موسى أن يتبعه ليتعلم منه. ولكن الخضر أجاب موسى أنه لن يستطيع أن يتحمل ما سيعترضه في طريق التعلم من حوادث، وكان شرط تعليم الخضر لموسى أن لا يسأل موسى عن أي شيء إلى أن يخبره الخضر بحقيقة الحال. وهذه الحوادث التي وقعت هي ثلاث: خرق السفينة، وقتل الغلام وبناء الجدار. ولكن موسى بادر عند كل حادثة إلى السؤال وبادر الخضر عليه السلام إلى تذكيره بالشرط إلى أن سأل عن الأمر الثالث فقال له الخضر إن هذا نهاية الطريق وانك لن تتحمل ما تراه مني وفسّر له حقيقة ما وقع منه في كل حادثة منها. ولم يتحمل موسى الفراق لكن الخضر قال له : لا بد من إمضاء حكمك في الفراق لأن أمر  النبي شريعة، والشريعة ملزمة للجميع. وأمرك  ظاهر في الآية: {{ قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا}}.
فغرفنا من تآزر موسى والخضر ما شاء الله من الدروس التي سوف تنفعنا في مهمتنا، فنحن الآن على أحسن استعداد لعبور بحر الظلمات في طريقنا إلى منابع كولورادو.

شكوى غريبة في طريق التغريبة الثالثة

فلما كنا في طريقنا إلى كولورادو فوق سماء فرنسا والمغرب، لفنا نور عظيم، وخيمت علينا سكينة تقشعر منها الجلود، لما أطلعنا ربنا على مجلس من مجالس الذكر في السوس الأقصى. سمعناهم وهم يصلون على الحبيب المصطفى ممجدين له بما جاء في دلائل الخيرات حين قال منشدهم بصوته الشجي الندي: اللهم إنى أسألك بأسمائك العظام ما علمت منها وما لم أعلم وبالأسماء التى سميت بها نفسك ما علمت منها وما لم أعلم أن تصلى على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك عدد ما خلقت من قبل أن تكون السماء مبنية، والأرض مدحية، والجبال مرسية، والعيون منفجرة، والأنهار منهمرة، والشمس مشرقة، والقمر مضيئاً، والكواكب مستنيرة، والبحار مجرية،  والأشجار مثمرة ...
فلما ابتعدنا قليلا وخفت ذلك السماع العذب الصادر من مجلس الذكر، تعثرت خطواتنا المطويات في خيوط رقيقتين غريبتين، ليست كالرقائق النورانية أو الظلمانية الممدودة بين السماء والأرض. بعد تبادل السلام انتسبتا إلى شخصين من فرنسا، اسمهما " إيكور وكريشكا بوكدانوف".
الأخوان بوكدانوف
 سألهما وتد المشرق: ما خطبكما؟ قالت إحداهن : جئنا نرفع شكاية ضد أنصار هذا الرئيس الفرنسي الذي يزور المغرب اليوم. فقاطعتها الأخرى فقالت: لا تنزلي إلى مستوى الحضيض في حضرة أناس هممهم معلقة في الثريا... ثم خاطبت وتد المشرق فقالت: إننا نرصد كل خبر عما كان قبل أن تكون السماء مبنية، والأرض مدحية... فلما سمعنا ذكر ذلك في صلوات الذاكرين في سوس العالمة، التمسنا عندهم ما نفيد به الأخوين بوكدانوف، فهما منهمكين في دفع ظلم المنكرين لمهندس الكون قبل أن يكون، لما  كان الوجود مطويا في الظلمة قبل الانفجار العظيم. أما بعده، لما ظهر المكان والزمان، فعلم ذلك في متناول العقل... لقد اتخذ علماء الفلك والهيئة والفيزياء الكمية وعلماء الرياضيات موقفا عدائيا من الأخوين، يريدون تجريدهما من شهادتي الدكتوراه اللتين توجتا أبحاثهما في الفيزياء الكمية والرياضيات النظرية.  وما من سبب سوى أنهما عثرا على أن ما قبل الانفجار العظيم، كانت القوانين موجودة والخطة مرصودة.
فأجابها وتد المشرق : ذلك ما يردد القوم الذاكرون: قبل الكون كان النور المحمدي الذي هو منبع قوانين الطبيعة وقوانين الشريعة.
ثم قالت إحداهن : قال الأخوان بوكدانوف للمجتمع العلومي: إن ما قبل وما بعد الانفجار الكبير كان مطبوعا في شفرة كونية كما طبع الخلق الحي في شفرة وراثية.
فأجابها فبرايار : قال مداوي الكلوم في الفتوحات: "أعلم أن الله تعالى لما جعل في النفس القوة العملية أظهر الله بها صورة الجسم الكل في جوهر الهباء فعمر به الخلاء والخلاء أمتداد متوهم في غير جسم ولما رأينا هذا الجسم الكل لم يقبل من الأشكال ألا الأستدارة علمنا أن الخلاء مستدير أذ كان هذا الجسم لما أوجده مستديرا لما عمر به جميع الخلاء كانت حركته في خلائه فما هي حركة أنتقال عنه وأنما حركته فيه بكله كحركة الرحى تنظر في حركتها بجميعها فتجدها لم تنتقل عن موضعها وتنظر إلى حركة كل جزء منها فتجده منتقلاً عن حيزه إلى حيز آخر بحركة الكل وهكذا كل حركة مستديرة فهي متحركة ساكنة لأنها ما أخلت حيزها بالأنتقال من حيث جملتها ولا سكنت فتتصف بالسكون وهذا لا يكون ألا في المستدير وأما غير المستدير فلا يسمى لشكله فلكاً أي مستديرا وهذا هو أول الصور الطبيعية فأظهرت الطبيعة فيه حكمها."
وهذا الكلام العجيب المقتبس من الفتوحات المكية قربناه إلى الأفهام في كتاب التفكر لما قلنا: إن النور المطلق لم يفقد من خاصية إطلاقيته شيئا لما صغر فلك دورانه في الجزيئات المكونة للمادة، فتحيز فظهر العالم الكثيف بدءا بالجزيئات ثم الذرات ثم العناصر ثم النبات ثم الحيوان ثم الإنسان... فالله نور السماوات والأرض.
وقال مداوي الكلوم كذلك مقربا بين علوم الطبيعة وعلوم الشريعة وعلوم الكشف: "فأول موجود اداره سبحانه فلك الأشارات إدارة احاطة معنوية وهو أول الأفلاك الممكنات المحدثات المعقولات وأول صورة ظهر في هذا الفلك العمائي صور الروحانيات المهيمات الذي منها القلم الألهي الكاتب العلام في الرسالات. وهو العقل الأول الفياض في الحكيميات والأنباء. وهو الحقيقة المحمدية والحق المخلوق به والعدل عند أهل اللطائف والأشارات. وهو الروح القدسي الكل عند أهل الكشوف والتلويحات فجعله عالماً حافظاً باقياً تاماً كاملاً فياضاً كاتباً من دواة العلم تحركه يمين القدرة عن سلطان الإرادة والعلوم الجاريات إلى النهايات، وهو مستوى الأسماء الألهيات. ثم أدار معدن فلك النفوس دون هذا الفلك، وهو اللوح المحفوظ في النبوات. وهو النفس المنفعلة عند أصحاب الأدراكات والأشارات والمكاشفات. فجعلها باقية تامة غير كاملة وفائضة غير مفيضة فيض العقل. فهي في محل القصور والعجز عن بلوغ الغايات. ثم أوجد الهباء في الكشف والهيولي في النظر. والطبيعة في الأذهان لا في الأعيان. فأول صورة أظهر في ذلك الهباء: صور الأبعاد الثلاثة، فكان المكان. فوجه عليه سبحانه سلطان الأربعة الأركان فظهرت البروج الناريات والترابيات والهوائيات والمائيات فتميزت الأكوان وسمي هذا الجسم الشفاف اللطيف المستدير المحيط باجسام العالم: العرش العظيم الكريم. واستوى عليه باسمه الرحمن استواء منزها عن الحد والمقدار معلوم عنده غير مكيف ولا معلوم للعقول والأذهان. ثم أدار سبحانه في جوف هذا الفلك الأول فلكاً ثانياً سماه الكرسي. فتدلت اليه القدمان فانفرق فيه كل أمر حكيم بتقدير عزيز عليم." انتهى نفث مداوي الكلوم في روع المحقق من أهل الكشف في الفتوحات.
والقدمان عندنا عبارة عن افتراق الكلمة الموحدة أصلا في الاسم الرحمن إلى خلق وأمر بلغة القرآن {{ ألا له الخلق والأمر}} أو إلى قوانين الطبيعة وقوانين الشريعة بلغة العقل، أو إلى الطبيعة الكثيفة العنصرية والطبيعة اللطيفة الموجية بلغة الفيزياء، أو إلى السالب والموجب بلغة المنطق أو إلى الواحد والصفر بلغة الرياضيات، أو إلى عالمي النار والجنة، بلغة الإيمان بالغيب... وقس على ذلك من الثنائيات المخلوقة بحكم {{ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}} [الذاريات: 49]. 
فلما حان وقت وداع الرقيقتين، قال لهما وتد المشرق: ارجعا إلى التوؤمين "بوكدانوف" وقولا لهما كفا عن البكاء عند "حائط بلانك" الذي ينتهي عنده أصغر مقدار لا يقبل القسمة للزمان والمكان والجزء الذي لا يتجزأ من المادة والطاقة. بكاؤكما يشبه بكاء يهود عند حائط المبكى الذي حصر لهم أفق السبح في عوالم التفكر بجناحي الطبيعة والشريعة ، كما حصر حائط بلانك أفق علماء الطبيعة... قولا لهما: اخرقا ذلك الحائط ودمراه كما دمر الألمان حائط برلين، واركبا معنا لنريكما ببصائر الكشف ما أنتما عنه تبحثان. قبل المكان والزمان كان النور المحمدي الذي انتقشت فيه تنزلات قوانين العدل الكلي ، وهي القوانين التي تضم السنن التي تتحكم في الجماد وكذلك السنن التي تتحكم في الأحياء، {{ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}} : "فاطر؛43 ". العدل الكلي أو النور المحمدي أو الشريعة كان قبل خلق آدم وقبل خلق السماء والأرض. عَنِ ابْنِ أَبِي الْجَدْعَاءِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟، قَالَ: " وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ ". عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - : ( كنت أول الأنبياء خلقا و آخرهم بعثا ). فلما رأى بدل المشرق أنني زودت الرقيقتين بصحف مكتوبة بماء الذهب قال لي : هل هي من تلك الصحف التي أملاها مداوي الكلوم على ختم الأولياء، والتي تقارن بين الترقي في العلم بواسطة الكسب العقلي والترقي فيه بواسطة الوهب الكشفي؟ قلت له: نعم وهي مستودعة في صحيفة سماها : منهاج الإرتقاء، وكذلك في صحيفة عنوانها: الإسرا إلى المقام الأسرى. فقال بدل المشرق:  نعم الرأى والمبادرة، فتلك حجتنا على أهل النظر، من الذين يريدون تجريدنا من العلوم النووية وهي لا تساوي جناح بعوضة مما آتانا الله من بحور علمه، {{ فَأَعْرِضْ عَن مَّن تولى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الحياة الدنيا ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِّنَ العلم إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهتدى }}[ النجم : 29 - 30]...
فكم كانت فرحة الرقيقتين بالذي حازتا من كنوز العلم النافع في صحبتنا. فانقلبتا في ترددهما بين أقطار السماء والأرض مكسوتين بنور غريب، حسبناه كافيا لتثبيت التوأمين الفرنسيين "بوكدانوف" في طريق الإيمان، رغم الزوبعة التي أثارها عليهم أصحاب النظر العقلي العلماني الملحد، وأغلبهم يتآزرون في كتلة الحزب الاشتراكي، وكبيرهم يستقبل بحفاوة هذه الأيام في مغربنا المفجوع بتآمرات المخلفين من الأعراب، تحت دين العلمانية المعطلة للشريعة، وحكم الدولة الفرنكوأعرابية الهجينة.
ثم تجاوزنا بحر الظلمات بسرعة الخطوات المطويات الهاربات من فتنة المخلفين من الأعراب، إلى أن وصلنا إلى مدينة البروق الخارقة في منابع كولورادو، طلبا لأسرار الطاقة الهبائية التسلوية المتوفرة للجميع في أي نقطة من العالم، وطلبا لذلك السلاح الناصر بالرعب، من أجل حقن دماء المسلمين في الحروب التي أوقدها حلف الدجال المؤلف بين الأعراب النواصب وعصاة بني إسرائيل... ومعنا بشائر الوعد الصادق: {{ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}}: "المائدة؛64".

الصحف التسلوية المفقودة:

يتبع...


الرباط ، 7 إبريل 2013
محمد المهدي الحسني

ليست هناك تعليقات: