واجب الوقت
في
محبة الرسول ونصرته
محمد
المهدي الحسني
الخميس
15 ربيع الثاني 1436 ــ موافق 5 فبراير 2015
هذا تصور لنظرة مستقبلية
لنصرة نبي الرحمة المهداة للعالمين... تضم العناوين التالية:
مقدمة / لا
يُصلَّى على النبي بجهالة! / مسخ ذات الرأسين! / مصير
التوبة قبل الاقتدار؟ أم مصير "اقتلوا أنفسكم"؟ / ماذا ينتظر رأس الأفعى التكفيري؟
مقدمة
كل أهل القبلة يتطلعون لمرتبة
راسخة في محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومحبته فريضة أمرنا بها في
القرآن الكريم وفي الأحاديث الشريفة. وبرهان محبته يكون في اتباعه. متوسلين كثرة
الصلاة والسلام عليه وعلى آله... بالصيغ التي أمرنا بها. ومنها الصلاة الإبراهيمية
وصلاة المكيال الأوفى.
والصلاة عليه كالصلاة
المكتوبة لها شروطها وأركانها وواجباتها
وسننها. إن أخل بها نقصت نسبة قبولها في الميزان.
عن عمار بن ياسر قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته
تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها )) رواه أحمد أبو داود وصححه
العلامة الألباني في "صحيح أبي داود،" برقم 761.
وكذلك تكون الصلاة على
النبي مقبولة إن أتم فرائضها، وإن انتقصها لم يقبل سوى جزء منها كالصلاة المكتوبة،
أو تكون مردودة على صاحبها تقول له: { ضيعك الله كما ضيعتني}.
ذلك ان أكثر الناس لا يقرنون
هذه الفريضة بواجب الوقت في إدائها. علما أن واجب الوقت يبين لنا أولى الأولويات في
كيفية محبة واتباع الرسول حسب المكان والزمان. مثلا عند اختلاف الأحزاب واجب وقت
إقامة الصلاة على النبي هو تحكيمه فيما شجر بين الناس. فمن لم يفعل فلا صلاة له
على النبي. ومحبته تغدو حينئذ مجرد دعوى ونفاقا مردودا عليه.
ربما ثلة من ملوك وأمراء
ورؤساء ورعايا الدولة الصهيوتكفيرية كانوا يصلون على النبي، وهم يحملون في يد راية
" أنا شارلي "، والسبحة المصلية على النبي في اليد الأخرى!
ربما كان منهم من يجرم
الإرهاب في فرنسا وإسرائيل، ويندد به تنديدا " شديد اللهجة"، لكنه يبتلع
لسانه ويوشك أن يرجع شيطانا أخرسا عندما يضرب الإرهاب في عقر دار أمة محمد...
فهؤلاء سواء صلوا على النبي
أم لم يصلوا عليه فهم في عداد المخلفين المخلين بروح الصلاة، ولا نقول من
المنافقين. نلتمس لهم توبة وعفو : {{ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا
حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ
أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ
تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( التوبة /
118).
لكن بعد تحذير : {{ سَوَاءٌ
عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ
اللَّهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}} (
المنافقون؛ 6)
والتوبة والرحمة والعفو كلمات
تشمل جميع من تبرأوا من حلف ممثل الدجال لهذا الزمان، وتحالفوا مع الممهد للمهدي
الظاهر بالسلطان والقرآن . ذاك هو واجب
الوقت الذي يحدد مقدار أجر الصلاة على النبي وعلى آله ومحبتهم ونصرتهم.
وهذه السطور قد تزودك من دلائل
الخيرات، ما يبعث الروح في صلاتك على سر الوجود، مفتاح خزائن الرحمة والجود.
لا يُصلَّى على
النبي بجهالة!
مثلما لا يعبد الله بجهالة،
فلا يُصلَّى على النبي بجهالة ما يغضبه وما يرضيه.
والمسلم الواعي يرى بعين
الريبة ذلك الداعية الوهابي، الذي يفتي بتكفير أهل القبلة من أصحاب المذاهب
المخالفة لمذهبه، ويفرح بقتل يهود للشيعة، مثلما حدث لدكتورنا العبقري في العلوم
التكفيرية ــ البراك ــ هداه الله...[1] .
وهو بالطبع يتكلم باسم "رابطة
العلماء المسلمين" الذين منهم " علماء مغاربة "، يمشون في الأسواق
آمنين، بينما أتباعهم في حكم المنحورة، والمتردية، والمحروقة، وما دفن الهدم
والردم أشلاءهم. وآخرون منهم لما يلحقوا بهم، يجهزون أنفسهم ويفجرونها تفجيرا وسط
الأسواق وبيوت العبادة.
فماذا ينتظر الناس للبراءة
من أئمة الضلال، والمطالبة بتجريم تكفير أهل القبلة الذي هو أصل الفتن؟ فإن لم يفعلوا أيظنون أن صلاتهم على نبيهم
سيقبلها نبي الرحمة والرفق؟
والمسلم اليقظ يستهجن ذلك
البلاغ الشديد اللهجة في إدانة ما حدث لثلة
من الفسقة المسيئين لنبي الرحمة، بينما يخرس عن قتلى المسلمين في القنيطرة. ولربما
اعتبر استشهاد أفراد من المقاومة مجرد تقية. فكان صاحب ذلك البيان المندد كمثل من سكت حقبا ونطق
عجبا!!!
والمثقف المسلم الذي يعول
عليه يشعر بالغثيان لما يعلم أن هناك من انتحل صفة تمثيل العرب والمسلمين، وتراه
جالسا كالتلميذ النجيب في مدرجات "الأمم المتحدة"، ينصت لدروس ذلك
العبقري الصهيوني الداعي لتوحيد العالم تحت راية الدين الجديد/ القديم : العلمانية/التلمودية.
[2]
فهؤلاء، سواء صلوا على
النبي أم لم يصلوا عليه، سواء حضروا سماع مديحه بمناسبة مولده، أم لم يحضروه، فهم
مجرد مسخ غيرت خلقتهم قوالب الثقافة الصهيونية من حيث يشعرون أو لا يشعرون، إن لم
يعجلوا بالبراءة من أفعالهم الشنيعة، علنا حتى لا يقتدي بها أحد.
وعلى العكس من هؤلاء الذين
يخدعون أنفسهم، ربما كان من أمة يهود، {{ ... أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ...}}
"المائدة : 66"، تقصد الحق وتدور معه حيث دار، فكانت أحب إلى النبي من
هؤلاء الدعاة على أبواب جهنم الفرقة والتنازع والتناحر. ولو كانوا من المصلين
المحبين حقيقة للنبي لكانوا من السامعين لتحذيره الشديد { وَيْلَكُمْ أَوْ وَيْحَكُمْ، لا تَرْجِعُوا بَعْدي
كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ} " حديثُ ابْنِ عُمَرَ، متفق عليه ".
ولربما كان من الأمة
المقتصدة التي مدحها القرآن أولئك اليهود الذين تظاهروا خارج مقر "الأمم
المتحدة"، منددين بالدعاية الصهيونية التي فرضت على المجتمع الدولي أن تنصت
لخطاب فيلسوف دين العلمانية التلمودية، المقدس للصهيونية والمنكل بكل من يعارض
دينه تحت ابتزاز "قانون معاداة
السامية".
ربما كان من أمة النصارى من
{{ ... تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ
ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ
الشَّاهِدِينَ }} " المائدة: 83 ". وما يدريك أن منهم ذلك " البابا
" الذي انتصر لنبي الرحمة المهداة للعالمين... فقال قولته المنصفة: «اذا أدلى
صديق بأقوال مسيئة حول والدتي، فقد يتوقع تعرضه للكمة، هذا طبيعي. لا يمكن
الاستفزاز واهانة معتقدات الاخرين، لا تمكن السخرية منها».
والموقف نفسه صدر من نصارى
الجنوب. قال البابا تواضروس الثاني في مؤتمر صحفي مشترك مع بطريرك إثيوبيا الزائر
بثه التلفزيون المصري "الإساءة مرفوضة بين الأشخاص، فإذا امتدت الإساءة إلى
الأديان، فهذا أمر لا هو إنساني، ولا هو أخلاقي، ولا هو اجتماعي، ولا يساهم أبدا
في السلام العالمي."
مسخ ذات الرأسين!
ويوشك أن يكتشف الناس مع
فضلاء فرنسا مكيدة القرن التي هي أصل الفتن المبيدة للحرث والنسل [3] ...
يمكن تمثيلها بالأفعى ذات الرأسين:
·
رأس الوهابية الذي ينفث سموم التكفير... ينتحل صفة تمثيل
المسلمين، وينتحل صفة المتكلم باسمهم... ويتجرأ على قتل النفس التي حرم الله
والسعي في الأرض فسادا...
·
رأس الصهيونية العالمية النافثة لسموم المكر والغدر وإشعال
نيران الحروب... بعدما سطت على وظيفة تمثيل جميع اليهود والنصارى، لابتزاز
العالمين بتهمة " معاداة السامية ".
ولقد مثلنا المكيدة الكبرى بذات
الرأسين، إشارة للطبع السفاح المشترك الذي يجمع أبناء العم، كلما اختفى عندهم وازع
الشرع...
·
ولقد تأول الوهابية في شرعة الرسل فجعلوها مطية لنهب
وقتل وترويع الناس أجمعين؛
·
كما حرفها يهود من قبلهم فجعلوها تلمودا يأمر بقتل
الأمميين وأكل أموالهم بباطل الربا والاحتكار والسلب والنهب.
وقتما وأينما كان الإرهاب "
نافعا للحية " يخدم القضية، يكون تعاون الرأسين في نفث سموم الدمار والخراب
والدم والهدم.
وهكذا دبرت الأفعى
الماسونية فاجعة 11 شتنبر 2001، وكذلك أحداث شارلي إبدو وغيرها من المكائد والاغتيالات
والحروب ــ كحرب صدام على إيران ــ متعددة الأهداف:
1.
هدف تهديد الإنسان عبر العالم، سواء كان في أعلى هرم السلطة
أو كان من الكادحين، يعلم أصل المكيدة لكنه يصمت خوفا من الاغتيال.
2.
هدف ابتزاز الإنسانية بتهمة "معاداة السامية"،
والعالم كله يشهد أنهم هم المتورطون بجريمة "معاداة الإنسانية ".
3.
هدف ربط الإسلام بالإرهاب والدم والهدم، لتشويه صورته
ولتنفير الناس منه، ومن دولة السلطان والقرآن الدافعة لطاغوت دولة العلمانية
التلمودية.
4.
هدف صرف الأنظار عن جرائم إسرائيل، وحشر العالمين لتحقيق
مخططات حكماء صهيون، بمساعدة الدول الصهيو إنجيلية والدول الصهيو تكفيرية.
التكفيريون والصهاينة رأسان
مسمومان لحية معادية للإنسانية، غايتها العلو في الأرض بغير الحق والفساد العظيم
المهلك للحرث والنسل. فما العمل لدفع شرها المتوثب لإشعال نيران حرب عالمية ثالثة؟
مصير التوبة قبل
الاقتدار؟ أم مصير "اقتلوا أنفسكم"؟
فلنفرض أن "الحية"
ندمت على أفعالها وأرادت التوبة... وهذا من قبيل المستحيل. وأقرب منه افتراض
اقتدار الناس عليها بعدما ضاق العالم وكره فسادها وطغيانها...
ثم أن هؤلاء الناس ممثلين
بمحكمة العدل الدولية أرادوا إقامة حكومة عليها كما وقع من قبل في التاريخ لهم ولعتاة
قريش.
وافترض يا مسلم أنك صرت من
الذين وقع عليه الاختيار في الحكم على هذه الأفعى... [4]
فماذا سيكون واجب وقتك
لتقبل صلاتك على نبيك وعلى آله، وترفعك أعلى عليين؟
لاشك أنك إن حكمت بغير ما
حكم نبيك في القضية، فأنت في عداد الأئمة الضالين المضلين الذين حذرنا منهم نبينا صلى
الله عليه وآله وسلم .
وإن كنت متبعا للنبي وحريصا
على وسام " الأئمة المهديين "، فلسوف تخير الصهيونية والوهابية في تعيين
القاضي الذي يريدون:
·
اختيار النبي أو خليفته ليحكموه فيما شجر بينهم والنزول
على حكمه؛
·
تعيين قاض آخر ممن يختارون يحكم عليهم في النازلة.
وما كان نبي الرحمة صلى
الله عليه وآله وسلم إلا متبعا لتعاليم ربه: {{... فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم
بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ۖ وَإِن تُعْرِضْ
عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا ۖ وَإِنْ
حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }} " المائدة/42".
والراجح لكل ذي علم بقدر
الملحمة المُجَازية لقتلة المصلحين والأنبياء والأطفال، أن يهود سيختارون حكم
حليفهم في هذا الزمان، وهي محكمة العدل الدولية التي تكيل بالمكيال الأوفى لهم...
محرم عليها إغضابهم...
فحينئذ يرجع الحكم كله لله
من فوق سبع سماوات.
قال ابن كثير في كتابه ” البداية والنهاية ” : ”
انصرف الرسول صلى الله عليه وسلم عن غزوة الخندق راجعا إلى المدينة ووضع المسلمون
السلاح ، فلما كان الظهر أتى جبريل رسول الله ، فقال : أو قد وضعت السلاح يا رسول
الله، قال: ( نعم ) فقال له جبريل: ما وضعت الملائكة السلاح بعد ، وما رجعت الآن
إلا من طلب القوم ، إن الله يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني قريظة ، فإني عامد
إليهم فمزلزل بهم ” .
وذكر ابن كثير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر
مؤذنا فأذن في الناس: ” من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة ” ،
خرج النبي صلى الله عليه وسلم إليهم وقد بعث علي بن أبي طالب على مقدمة الجيش ومعه
اللواء...
و حاصر المسلمون الحصن الذي تحصن فيه بنو قريظة قريبا
من عشرين ليلة. فلما اشتد حصارهم واشتد البلاء قيل لهم : انزلوا على حكم رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، قالوا لا بل ننزل على حكم سعد بن معاذ ـ وكان سعد رضي الله
عنه حليفًا لهم ، فظنُّوا أن يحابيهم ويخفف الحكم عليهم ـ .
فرضي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بما قاله اليهود وقال: { انزلوا على حكم سعد بن معاذ}.
وتخبرنا كتب السيرة أن ” الرسول أرسل إلى سعد بن
معاذ ، وكان في المدينة لم يخرج معهم للجرح الذي كان قد أصاب أكْحُلَه في معركة
الأحزاب فأُركب حمارًا، وجاء إلى رسول الله ، فالتف حوله الأوس قائلين : يا سعد
، أجمل في مواليك ، فأحسن فيهم ، فإن رسول الله قد حكمك لتحسن فيهم، وهو ساكت لا
يرجع إليهم شيئاً، فلما أكثروا عليه قال : لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة
لائم...ولما انتهى سعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال الرسول للصحابة: قوموا
إلى سيدكم ، فلما أنزلوه قالوا: يا سعد، إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك .
فقال سعد : وحكمي نافذ عليهم ؟، فقال اليهود :
نعم ، قال : وعلى المسلمين ؟ قالوا: نعم ، قال : وعلى من هاهنا ؟ وأعرض
بوجهه وأشار إلى ناحية رسول الله إجلالاً له وتعظيمًا ، قال: نعم، وعلي ،
فأوضح : فإني أحكم فيهم أن يُقتل الرجال ، وتسبي الذرية ، وتُقسم الأموال ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: { لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات}
.
وبحسب حديث البخاري ” : فقال سعد فإني أحكُمُ فيهم :
أن تُقْتَلَ المُقاتِلَةُ “.
أما عدد القتلى فكان في حدود الثلاثين زاد او نقص
قليلا و ليس 700 شخص مثلما زعم اليهود كذبا وتصابيا يستجدي عطف البشرية كما هو
الحال في قضية " المحرقة ".
اختلف المؤرخون مع الرواية اليهودية بان عدد من حكم
عليهم من بني قريظة سبعمائة. فقد حقق الرواية حميد الازدي النسائي ابن زنجويه وأبو
عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال أن عدد من نُفذ فيهم الحكم هم المحرضون
والقيادات فقط وبلغ عددهم ما يراوح الأربعين. فالحجرة التى احتبس بها الذين تم
قتلهم لا تسع اكثر من 20 شخصا.
وحتى ولو كان عدد قتلاهم هو ما قالته يهود، فإنهم هم
من قتلوا أنفسهم لما اختاروا حكم حليفهم سعد، وأعرضوا عن حكم نبي الرحمة
والرفق والعفو.
ومن المعروف في كتب السيرة أن عدد من قتل من
المشركين و اليهود طوال 10 سنوات من الحروب، مائتين وثلاثة أشخاص. فأين هذا العدد
من عدد شهداء التكفيريين والصهاينة في أيامنا هذه؟
ولو أن بني قريظة حكَّموا النبي لوجدوه رؤوفا رحيما
بالعالمين، وليس فقط بقريش لما قال لهم { اذهبوا فأنتم الطلقاء}...
ولو ارتضى الصهاينة حكم
عترته في هذا الزمان لجنبوا الناس مزالق الحرب العالمية الثالثة التي يستعدون لها
بترسانة من أسلحة الدمار الشامل لم يشهد التاريخ مثلها...
ماذا ينتظر رأس الأفعى التكفيري؟
ربما كان منهم من سينزل على حكم النبي وعلى حكم
عترته من بعده: دولة السلطان والقرآن الظاهرة في هذا الزمان.
ربما كان منهم من سيرفضه.
فمن اختار حكم النبي وعترته، فلربما شمله عفو { اذهبوا
فأنتم الطلقاء}.
ومن اختار غير ذلك وهو المرجح عند الذين تورطوا في
خيانة دولة العترة بتحالفهم مع يهود، فبشرهم بدوام السيف المسلط على رقابهم. ويوشك
أن تزهق أنفسهم وهم كافرون بحكم النبي الذي نصحهم من قبل فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
{ إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله، حبل ممدود ما
بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علَيَّ الحوض }. صححه الألباني.
وللحديث صيغ أخرى منها{... فإني تارك فيكم الثقلين كتاب
الله حبل ممدود بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
فانظروا كيف تخلفوني فيهما}.
وقال أيضا: { إن تولوا أبابكر تجدوه زاهداً في
الدنيا ، راغباً في الآخرة ، وإن تولوا عمر تجدوه قوياً أميناً ، لا تأخذه في الله
تعالى لومة لائم ، وإن تولوا علياً تجدوه هادياً مهدياً يسلك بكم الطريق}. رواه
الحاكم في المستدرك على الصحيحين، وقال عنه: "هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم
يخرجاه ، وشاهده حديث حذيفة بن اليمان".
ولقد ترك النبي أمر الاستخلاف لفريضة الشورى
القرآنية: {{ وأمرهم شورى بينهم }}. وأوصى بكيفية ترجيحها بهدي العترة.
وكيفية الترجيح علمها لنا كل من علي والحسن والحسين
رضي الله عنهم... ولا زال أمر الترجيح ساريا في العترة إلى يوم القيامة بل إلى أن
يرد القرآن والعترة على النبي عند الحوض.
وكان الصحابة بخير لما رجحوا الشورى برضا
العترة... فكان الخلفاء الثلاثة خلفاء
الظاهر يسترشدون ويهتدون ويترضون على إمام الباطن سيدنا علي...
فلما تنكرت قريش لهدي سيدنا علي، ومن بعده الحسن
والحسين وحاربوهم، نزل عليهم سيف { بأسهم بينهم شديد } كما نزل على يهود لما نقضوا
عهد استخلاف هارون عليهم من قِبَل موسى، وعبدوا العجل الذهبي... والبأس الشديد أخبرنا
به الذي لا ينطق عن الهوى، فكان حديثا من دلائل نبوته، إذ قال صلى الله عليه وآله
وسلم: { ... إن ربي عز و جل قال: يا محمد إني
إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد و إني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، و أن لا أسلط
عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها حتى يكون
بعضهم يفني بعضا و إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين و إذا وضع في أمتي السيف
لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة...الحديث}.
والسيف ذاته نزل هذه الأيام بسبب الأئمة المضلين التكفيريين
، كارهي حكم العترة ، إن لم يتوبوا إلى الله متابا ويكونوا من المصلين حقيقة على
نبي الرحمة والرفق...
طبع الأعرابية المستكبرة
الرافضة لحكم الشورى المرجحة بدولة العترة، برز في زماننا هذا. ولكل زمان
نواصبه وخوارجه وروافضه... فلا تغترن بتسميات الأولين إن لم تسقطها على زلات
الآخرين. ولسوف تكون حقيقة من المصلين على النبي ومن المحبين لعترته والدائرين مع
القرآن حيث دار إن استحضرت قانون ربك: {{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}} " البقرة/134
".
فاعتبر يا أخ العرب واسأل
نفسك بعد هذا الذي سمعت، هل صلاتنا على نبي الرحمة وآله الأطهار مقبولة، يرفعنا
الله بها أعلى الدرجات، وينجينا بها من جميع الأهوال والآفات، ويقضي لنا بها جميع
الحاجات، ويطهرنا بها من جميع السيئات، ويرفعنا بها أعلى الدرجات، ويبلغنا بها
أقصى الغايات، من جميع الخيرات، في الحياة وبعد الممات".
فإن حركنا هذا الهاجس،
فلسوف نقرن القول بالعمل في صلاتنا على النبي:
·
القول هو التلفظ بالصلاة على النبي بالصيغة الإبراهيمية التي
نردد في صلواتنا خمس مرات في اليوم وهي الصيغة التي تذكر العترة، وتدعو لها
بالبركة والنماء ليدوم سلطانها لأنه لا دوام للإسلام بدونها كما هو الحال في زمان
ظهور الحية ذات الرأسين.
·
العمل هو موالاة دولة العترة المرجحة للشورى، في اختيار
أئمة الهداية، عوض التحيز للأئمة المضلين المكفرين لأهل القبلة المتحالفين مع دولة
العلمانية التلمودية.
و{ من مات ولم يعرف إمام
زمانه مات ميتة جاهلية } ". وهو التفسير المناسب لقوله تعالى: {{ يَوْمَ
نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ }} ". يزيد في توضيح القضية حديث سيدنا
علي :{ ... لا تخلو الارض من حجة
قائم لله بحجته إما ظاهر معلوم، وإما خائف مغمور}. وخطورة الأمر لا يفصح عنها سوى
التعجيل بمعالجتها بسيف الشريعة: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: « إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ، فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا ».
" صحيح مسلم".
اللهم صل على محمد وعلى آل
محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما
باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد
أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
رباط الفتح
الخميس 15 ربيع الثاني 1436 موافق 5 فبراير 2015
محمد المهدي الحسني
[3] http://www.egaliteetreconciliation.fr/Dieudonne-et-Alain-Soral-devoilent-le-logo-de-Reconciliation-nationale-30499.html
[4] ( أثناء كتابة هذه السطور أسمع استقالة
وليام شاباس رئيس اللجنة الأممية التي تحقق في جرائم الحرب في غزة، مما يعكس حجم الابتزاز
الخطير والضغط الكبير الذي تمارسه إسرائيل واللوبي الصهيوني لطمس الحقيقة والإفلات
من العقاب.)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق